تمثل العلاقة بين الثقافة والشخصية أحد أهم الجوانب التي تحدد هوية الأفراد وسلوكهم داخل المجتمع. فالثقافة ليست مجرد إطار خارجي يؤثر على الأفراد، بل هي جزء لا يتجزأ من تكوين الشخصية، حيث تعمل على تشكيل القيم، والمعايير، والسلوكيات التي تحدد طريقة تفكير الأفراد وتفاعلهم مع الآخرين.
- تلعب الثقافة دورًا في تحديد أساليب حل المشكلات والتكيف مع التغيرات، حيث تختلف استراتيجيات المواجهة وفقًا للمنظور الثقافي.
فالثقافة ليست مجرد مجموعة من القيم والعادات، بل هي الإطار المرجعي الذي يحدد كيفية تصرف الأفراد، وتفاعلهم مع الآخرين، ونظرتهم للعالم من حولهم.
- يمكن للشخصيات المحافظة أن تؤدي دورًا في الحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة العولمة والتغيرات الاجتماعية.
جِرَاحَاتُ السِّنَانِ لَهَا اِلْتِئَامُ وَلَا يُلْتَامُ مَا جَرَحَ الِّلسَانُ
أبحاث و دراسات أنشطة وفعاليات إصدارات الأدب بحوث محكمة تقارير فرق البحث قراءات في كتب قناة المركز كتب وإصدارات مؤتمرات وندوات مرئيات المركز مقالات علمية ملفات وتقارير
وعليه، يغدو ملمح الجمال مؤشرا دالا على الإنسان، فهو من يتذوق الجمال، ويصنعه ويعمل دائما على مراعاته في شتى تقلباته الحياتية.
- تساهم الثقافة في تحديد هوية الأفراد من خلال القيم والمعتقدات التي ينشؤون عليها.
لا جدال في أن الثقافة تؤثر في الناحية العقلية للشخصية، فالمواطن الذي يعيش في جماعة تسود في ثقافتها العقائد الدينية تنشأ عقليته وأفكاره متأثرة بذلك، كما أن المواطن الذي يعيش في جماعة تسود في ثقافتها الخرافات الثقافية تنشأ عقليته وأفكاره متأثرة بذلك، فمثلا يعتقد أهل قبيلة (نافاهو) من قبائل الأريزونا الأمريكية أن العالم مشبع بقوى خفية يمكن للإنسان أن يعدل فيها بعض الشيء ولكنه على العموم خاضع له، كما ينظر الواحد منهم إلى القرابة على أنها قوة تؤدي إلى تثبيت نظام الكون، وهكذا تتدخل ثقافة الجماعة في مضمون أفكار الأفراد ومعتقداتهم نور الإمارات وآمالهم ومخاوفهم وقيمهم.
- تختلف طرق نقل الثقافة وفقًا لاختلاف الشخصيات، فالبعض ينقلها بشكل صارم وتقليدي، بينما يسعى آخرون إلى تعديلها وتحديثها.
- ساهمت العولمة في انتشار القيم الثقافية العالمية، مما جعل بعض الأفراد أكثر انفتاحًا على الثقافات الأجنبية، بينما أدى ذلك إلى تحديات في الحفاظ على الهوية الثقافية التقليدية.
التكوين المزاجي كالتكوين الجسمي وكالقدرات العقلية، وهو يتضمن الاستعدادات الثابتة نسبيا والمبنية على ما لدى المواطن من طاقات انفعالية ودوافع غريزية يزود بها مع بداية طفولته، والثقافة لها دور كبير في التأثير على الجانب المزاجي فتجعله يتشكل ويتنوع تبعا لها، كما أن الثقافة تؤدي دورا مؤثرا في تنمية الانفعالات، فسكان جزر اندامان في نيوزيلاندا الجديدة يذرفون الدمع مدرارا عندما يتقابل الأصدقاء بعد غياب، ويرد الياباني على تعنيف رئيسه له بابتسامة.
- تلعب اللغة دورًا في بناء الهوية الثقافية والشخصية، حيث تعكس القيم والمعتقدات الاجتماعية.
والناس معادن كمعادن الذهب والفضة. وقديما قيل: هيئتك تكرمك عند النزول ولسانك يكرمك بعد النزول؛ أي أن لباس الإنسان يبين موقعه الاجتماعي، فإذا ما تكلم أبان المخبر على ما دل عليه المظهر أو كان كمن قال فيه أبو حنيفة النعمان: آن لأبي حنيفة أن يمد رجله، والمرء بأصغريه قلبه ولسانه، وقد جاء جبريل معلما للصحابة في هيئة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، وكل ذلك مدارات للتأسي، وبيان قيمة المظهر، ودلالته قبل نور الامارات الحديث عن قيمة المخبر، وأهميته.